عمّان - عشية بدأ استعداد الأردن لاستقبال أفواج متوقعة من السياح العرب
والأجانب، في مثل هذا الموسم من كل عام، بدأت وزارة السياحة الأردنية حملة
إعلامية في التلفزيون المحلي والصحف، تخاطب فئات محددة من الأردنيين
وتحثهم على التعامل بصورة مغايرة مع السياح والغرباء.
والحملة التي بدأت قبل بضعة أسابيع، تعتبر غير مسبوقة، وتدلل على حجم
الاهتمام الرسمي المتنامي في خلق أجواء سياحية تدفع التوجه العام نحو
استجلاب استثمارات سياحية ضخمة إلى الأردن خلال السنوات المقبلة. حيث
اعتبرت الاستراتيجية الأردنية الاقتصادية أن الاستثمار في القطاع السياحي
يعتبر من أهم روافد دعم الاقتصاد الوطني.
وتوجهت الإعلانات المذكورة، التي نشرت على صفحات كاملة في الصحف اليومية،
إلى فئات مثل سائقي سيارات الأجرة، وباعة الخضار والفواكه المتجولين،
والذين تكثر "بسطاتهم" في شوارع العاصمة والمدن الكبرى خلال فترة الصيف
وموسم الفاكهة.
واستخدمت وزارة السياحة الأردنية في إعلاناتها أكثر الشخصيات "الكرازمية"
شعبية في البلاد لمخاطبة الفئات المعنية. وهي شخصية "أبو محجوب" التي
ابتدعها رسام الكاريكاتير الأردني عماد حجاج منذ عدة سنوات ولاقت نجاحا
شعبيا كبيرا.
وتبين إحدى هذه الإعلانات، التي تقمص فيها "أبو محجوب" شخصية بائع بطيخ،
كيف يجب على بائعي الخضار والفواكه التعامل مع السياح، حتى وإن اضطر إلى
بيع بضاعته دون مقابل مادي، في حال أن السائح لا يحمل نقدا معه، حيث اعتبر
الإعلان أن هذا التصرف المفترض بأنه يعكس "سمو أخلاقك ومقدار مسؤوليتك
تجاه هذا الوطن".
واستخدمت هذه الإعلانات عبارات مثل "كون صاحب الدار مع السياح والزوار" و"إن للوطن عليك حق، فتعاملك الطيب .. يعكس مدى تحضرك".
فيما طالب إعلان آخر وجه تحديدا إلى سائقي سيارات الأجرة، بأن يتعاملوا
بأمانة مع السياح والزائرين، وفي هذا الإعلان رسمت صورة لسائق التاكسي،
كما عرفت في الثقافة المحلية، حيث كان أحمر العينين وممتعضا، وتسيطر على
وجهه "كشرة" تقليدية عرف بها سائقو سيارات الأجرة أكثر من غيرهم من
الأردنيين، في الوقت الذي اعتقد فيه هذا السائق أن الذي معه سائح غربي
وحاول أن يأخذ منه مبلغا أكبر من الذي تم تسجيله على العداد المخصص في
السيارة، مما دفع هذا الراكب وهو "أبو محجوب" إلى توبيخه والقول له "هذه
مش أخلاق أولاد البلد". واختتم الإعلان بالتأكيد على أن "أمانتك وصدق
معاملتك مع السياح والزائرين يعكس قيمك ومبادئك الأخلاقية".
يشار إلى أن طبيعة تعامل فئات محددة من الأردنيين مع السائحين وخصوصا
العرب منهم، كانت سببا طوال السنوات الماضية في دفع العديد منهم إلى عدم
تكرار تجربة السياحة في الأردن. ففي الوقت الذي عرف فيه سكان دول مجاورة
بالتعامل الأكثر انفتاحا مع السياح، كان معروفا التعامل الأردني المنضبط
معهم.
ويشهد الأردن خلال أشهر الصيف تدفق كبيرا للأردنيين المغتربين في دول
الخليج العربي، إضافة إلى سياح من مواطني هذه الدول، ويتدفق أغلبهم إلى
البلاد قادمين بسياراتهم الخاصة.
وتوجه عادة في مثل هذا الموسم، تعليمات دقيقة لرجال الأمن والشرطة
والمرور، بالتعامل الخاص معهم، والاكتفاء بتوجيه النصح والإرشاد للمخالفين
منهم، ومنحهم انطباعا بأنه مرحب بهم. (قدس برس)
__________________