الحجاج بن يوسف المفتري عليه

هو
الحجاج بن يوسف بن ابي عقيل الثقفي ولدفي الطائف حوالي سنة 40هجرية وحفظ
القرآن وسمع عن كثير من الصحابه منهم بن عباس وكلنا نعرف قصة الحجاج مع
عبد الملك بن مروان وتوليه الحجار وبعد ذلك العراق وخلال هذه المده تصدي
الحجاج بعزيمة من حديد لكل اعداء الدولة الامويه من الخوارج الي ابن
الاشعث الي غيرهم واخلص كل الاخلاص للخلافة الامويه وفي تثبيت الملك
والاستقرار .

والعجيب ان هذا الرجل الذي حكم اكثر من نصف الدوله الاسلامية حوالي 20عاما لم يترك حين وفاته سوي 300درهم

ممايدل علي امانته ونزاهته.(انظر البدايه والنهايه لابن كثير ج9ص133 وكتاب العالم الاسلامي في العصر الاموي للاستاذ

دكتور \عبدالشافي محمد عبدالطيف الاستاذ بجامعة الازهر

ومما يذكر للحجاج انه كان يحترم اهل البيت النبوي والهاشميين بصفة عامة ولم يتعرض لاحد منهم باذي

يروي ان الحجاج كما يروي ابن كثير قال :

من كان له بالاء اعطيناه علي قدره فقام رجل فقال : اعطني فاني قد قتلت الحسين فقال وكيف قتلته ؟ قال:

دسرته بالرمح دسرا وهبرته بالسيف هبرا وما اشركت معي في قتله احدا ، فقال :

اذهب فوالله لاتجتمع انت وهو في موضع واحد ، ولم يعطه شيئا

كتاب ابن تيميه منهاج السنه ج2ص249 وكتاب البدايه والنهايه ج9ص124والعلم الاسلامي555

ويذكر في كتاب د\عبالشافي ص579 نقلا عن ابن قتيبه عيون الاخبار ج1 ص16

ان الحجاج بن يوسف قال :دلوني علي رجل للشرطة فقيل اي الرجال تريد؟ فقال :

اريده دائم العبوس طويل الجلوس وسمين الامانه ، اعجف الخيانه, لايحنق في الحق علي جرة , يهون عليه سبال الاشراف

في الشفاعة , فقيل له : عليك بعبد الرحمن ابن عبيد التميمي , فارسل له ......................................الخ.

فانظر الي الحجاج ـ الذي صب عليه المؤرخون لعناتهم ـ وحرصه علي استتباب
الامن وعلي ان يتحلي رجل الشرطة بالأمانة ولا يقبل شفاعة احد في الحق
ولاعجب في ذلك فالحجاج نفسه بدأ عمله في جهاز الشرطة حيث كان يعمل مع روح
ابن زنباع صاحب شرطة عبد الملك بن مروان حتي لفت نظر الخليفة بحزمه وقدرته
علي ضبط النظام مما جعله يصطفيه ويتخذ منه ساعدا ايمن علي إدارة الدولة
وبدون هذا الحزم وبسط هيبة الدولة ما كان ممكنا ان يستقر نظامها وينبسط
سلطانها علي هذه الرقعه الواسعة من الأرض

والحجاج الي جانب ادارة الدولة إدارة شديدة تخدم الدولة الإسلامية وبجانب
قمع الثوارات التي قامت في وجهه الإسلام والدولة الإسلامية والتي كان
الحجاج لها بالمرصاد كانت للحجاج اعمال هامة مثل تعريب الدواوين في العراق
والإنشاءات العمرانية والفتوحات التي كان يبعثها الحجاج

والحجاج لا يلام علي الشدة فهو يحكم الشعب العراقي الذي قتل سيدنا عثمان
وسيدنا الحسن والحسين ويزيد بن علي وأهل العراق هم اهل الثورات علي الحكام
فلا بد من الشدّة في حكم هذه الشعوب

والخلاصة ان الحجاج لم يكن علي هذه الصورة القاتمة التي يصوره بها بعض
المؤرخين بل كان الي جانب همته العالية في قمع الثوارت وجهوده الكبيرة في
مجال الفتوحات والتنظيم والإدارة والأعمال العمرانية ينطوي علي نفس رحيمة
ونزعة إنسانية وميل الي العفو والعدل أما قسوته فله فيها بعض العذر فرجل
يحكم أكثر من نصف العالم الإسلامي هذه المدة الطويلة ويواجهة ما واجهة من
المشاكل والفتن والثوارات لابد ان تكون له أخطاء ولعله من الذين خلطوا
عملا صالحا وآخر سيئا فعسي الله ان يتوب عليه .