بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أكتب لك هذه الرسالة بعد حيرة وتردد يشبه الموت لما يقارب السنة، وأريد ألا يعلم بأمر الرسالة أحد , فالموضوع حساس وخطير , وسوف أكتبها بشكل موجز سائلا الله أن يلهمني الصواب , بداية القصة منذ عام 1990م كان أهل أبي يعيشون في الكويت , وكان جدي يعمل في معمل بلاط لدى رجل كويتي فاضل ساعد جدي كثيرا, تكفل بزواج عمي الأكبر وتوظيفه, وأرسل عمي الثاني إلى أمريكا للدراسة وتكفل بنفقاته الدراسية لسنوات لكنه لم ينهي دراسته الجامعية وتزوج من نصرانية من أجل الجنسية, وأرسل أبي للدراسة في بريطانيا لكن بعد سنتين لم يفلح أبي في الدراسة ساعده هذا الرجل الفاضل في تحصيل قبول في جامعة في السعودية لدراسة الشريعة الإسلامية , وتكفل بتعليم عم آخر بتعليمه في الهند لمدة طويلة وتزيد عن 9 سنوات ولا مجال لذكر أفضال هذا الرجل الفاضل الكثيرة , والتي منها أنه ساعد أبي بعد التخرج في تعيينه أمام لجامع في الفروانية وإعطائه سكن على نفقة الأوقاف ومساعدته عن طريق معارفه في الأوقاف لدرجة أن أبي أصبح محط ثقة الكثير, عندما وقعت أحداث الكويت 1990م أخذ جدي لأبي مبلغ ضخم جدا كان في خزنة معمل البلاط الذي كان يعمل فيه وباع معمل البلاط لتاجر عراقي وكان مجموع ما حصله من نقود تفوق 300 ألف دينار كويتي , ومن جهة أبي سلمه بعض المشايخ مبلغ 50 ألف د ك ومخزن يحتوي على كميات كبيرة من المواد التموينية لتوزيعها على المحتاجين خلال تلك الأزمة فما كان من أبي إلا أن باع المخزن لتجار عراقيين وأخذ المبلغ الذي خصص للمحتاجين , وفجأة غادر أهل أبي الكويت, وأصبح أبي يشيع أن الجيش العراقي صادر المخزن والمبلغ الذي معه وأن الجيش العراقي صادر معمل البلاط الذي كان جدي يعمل به, ومن هنا بدأت الحكاية , تلك الأيام كنت صغيرة لا أفهم ما يدور حولي لكن عندما كبرت استوعبت ما كان وأنا صغيرة, عندما قدمنا إلى الأردن سكن أبي في بيت متواضع جدا له غرفة نوم واحدة وبدون شبابيك وكانت أمي راضية وتقول لأبي أنها راضية وأنها ستعيش من راتبه الذي سيأخذه من إمامة الجامع لكنها لا تريد فلسا من المال الذي تم أخذه بغير وجه حق, فكان أبي يضربها ومارس أبي وأهل أبي ضغوطات على أمي ربما لو سردت بعضها لما صدقتني, دخل الحرام بيتنا وأخذت أمي تتنازل لأبي درجة درجة حتى لا تكون السبب في دمار بيتها, وأتذكر جدتي كيف كانت تأتي باستمرار لغرفة النوم في غياب أمي وترش ملابس أمي أو زوايا الغرفة بماء غير نظيف, وكيف كانت أمي دائما تصلي قيام الليل فإذا استيقظ أبي قاطعها أبي بحجة أنه يريدها فترفض أمي وتقول لأبي وأتوا نساءكم من حيث أمركم الله لكنه كان يفعل ما يريد بالإكراه وكنت أرى كل شيء وأنا خائفة إلى أن توقفت أمي عن قيام الليل , أصبحت أمي خادمة لأبي وبيت جدي ولأعمامي الذين لم يحافظوا على شعورها يوما ولم يراعوا أنها زوجة أخيهم في كثير من الأمور الحساسة, أهل الحارة القديمة التي كنا نعيش بها يعلمون أن أصغر عمين لي كانا يوزعان أفلام إباحية قبل ظهور الانترنت وأنهما كثيرا ما تشاجرا مع جدي بالأيادي وكانا يعيرونه بالسرقة فيقول أنه سرق لأجلهم ، لذلك عمي الأصغر لم يكن يصلي بل كان لا يتردد في فعل أي شيء يريده وكان له مغامرات نسائية كما كان يحب أن يسميها لكنه كان يقول أنا لا أحب أن أتمسح بالدين كما يعمل غيري ، بعد 1992 بدأ جدي وأبي يظهرون المال بحجة أتعابهم في الكويت وانقلب حالنا رأسا على عقب المال دائما متوفر بدل السيارة يوجد سيارتان وبدل الشقة عمارتان في الزرقاء الجديدة وبنى أبي بيت فخم جدا في ضاحية المدينة من الداخل وركب مصعد كهربائي داخل البيت وخلال سنة واحدة أخذ شهادتين ماجستير ودكتوراه في الشريعة، أصبح كل شيء يشترى بالمال حتى المشاعر وتزوج أبي امرأة أخرى لإخوتها مصالح تجارية في العقبة ، زوجة أبي ليست سيئة لكنها لم ترضى بوضع أهل أبي لأنها متدينة ولهذا لا تحب أن تأتي إلى الزرقاء حيث نعيش ، بعد أن تزوج أبي أصبحت أمي لا تعترض على أي تصرف لأبي مهما كان بل أصبحت تجاريه وتشاركه في أخطائه حتى ترضيه.
كل هذا الشرح حتى أسالك سؤالين :
- أرى أبي في مكتبته يصلي باتجاه يختلف عن اتجاه القبلة ، وعندما أخبرت أمي أنكرت ومنعتني من الكلام ، أقسم بأني رأيت ذلك بعيني لكني أعرف ولا أعرف ولا أريد أن أغرق أكثر مما غرقت
- منذ أن بلغت وأحس أن أمور غريبة تحدث معي ، أحس بأن شيء ما ينام معي ليلا وأمور أخرى فهمتها فيما بعد ، كنت أسال أمي فتسكت وتقول لي اقرئي أية الكرسي لكن لا تخبري أحد آخر ، وعندما سألت عمتي قالت أن هذا شيء طبيعي ويجب أن أتعود عليه، فكنت كلما قرأت آية الكرسي يصيبني صداع وآلام ومشاكل في الدراسة وأجد كره لي أينما ذهبت ، فتركتها ودخلت جامعة خاصة وأهداني أبي خلوي قيمته أكثر من ألف دولار كما قال لي ، وبدأت المكالمات تأتيني من صديق أخي وبدأنا نتواعد في الجامعة كنت أرتدي بناطيل جنز وبودي مع الحجاب وأضع مكياج ولم يعترض أبي على ذلك بل كان يزيد من مصروفي ، وتطورت علاقتي مع صديق أخي بشكل سريع فكان بيننا ما بين الأزواج إلا فض الختم فكان نفس ما كنت أحسه وأخبر أمي وعمتي عنه ، وذات مرة وقع المحظور ومن ثم حدث حمل وعرف أبي وعرفت أمي وتقدم الشاب لخطبتي لكن أبي رفض ذلك الشاب لأنه فقير ودون مستوانا المادي ، فقال أبي أنه سيدمر حياة ذلك الشاب ولن يزوجني منه وحدث معه ما توعده أبي ، أما عمتي وهي تعيش بالخارج وكان موعد قدومها في رمضان من السفر ولها خبرة بالتمريض ، فتخلصنا من الجنين وعن طريق طبيب عملت عملية بكارة ، هل ما يحدث معي هو تسديد لديون أهلي هل أترك البيت والي أين أذهب فأنا أعلم جرم ما ارتكبت ولن أسامح أهلي الذين يخافون كلام الناس أكثر من خشية الله ماذا أعمل أنا أكتب الرسالة وأنا أعاني من التهابات شديدة وحيرة مدمرة . سوسن
من النت نقلا من احد مواقع الإفتاء .