ترددت هذه الجملة كثيراً عام 1975عندما انتقل أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه للعب بنادي نيويورك كوزموس الأميركي، ثم ترددت من جديد عندما استضافت الولايات المتحدة بطولة كأس العالم عام 1994.
والآن ومع وصول أشهر نجوم كرة القدم في العالم الإنكليزي ديفيد بيكهام لمدينة لوس أنجلوس الأميركية من أجل الانضمام لصفوف فريق لوس أنجلوس غالاكسي عادت الجملة الشهيرة للظهور على الساحة من جديد: الولايات المتحدة على وشك أن تصبح دولة كروية. وذلك بعدما دخلت اللعبة الرياضية الشعبية الأولى في العالم في بؤرة ضوء الاهتمامات الرياضية الأميركية.
والدلالات وراء انتقال بيكهام إلى الولايات المتحدة قد تكون هائلة، فرياضيو الولايات المتحدة يفرضون سيطرتهم على مستوى العالم في العديد من الرياضات الأخرى وإذا ما نجحت كرة القدم في شق طريقها بين هذه الرياضات الأخرى في الولايات المتحدة فبإمكانها أن تلقي بظلال كثيفة على مسابقات الدوري المحلي الأخرى الأبرز في العالم التي ستصبح شديدة الضآلة مقارنة بالدوري الأميركي حينها.
فحتى في ظل الوضع الراهن للكرة الأميركية حالياً نجح الدوري الأمريكي في إبرام صفقة تصل قيمتها إلى 250 مليون دولار من خلال عقد يمتد لخمسة أعوام مع اللاعب الذي وصفته الصحافة البريطانية بصاحب "الكرات الذهبية".
ولا شك من أن بداية قائد المنتخب الإنكليزي السابق - 32 عاماً- كانت جيدة مع تقديمه الرسمي لوسائل الإعلام يوم الجمعة بنادي غالاكسي، هذا إذا تم التغاضي عن الخطأ الرهيب الذي ارتكبه بيكهام ، على الأقل بالنسبة للأميركيين ، عندما أطلق على لعبته اسم "فوتبول" بالإنكليزية بدلاً من اسم "سوكر" الدارج في الولايات المتحدة.
وحضرت بضعة آلاف من الجماهير إلى إستاد غالاكسي "هوم ديبوت" الذي يسع 27 ألف متفرج ولكنه لا توجد به الرومانسية أو الحشود الجماهيرية التي اعتاد بيكهام على رؤيتها سواء في "استاديو بيرنابيو" مع ريال مدريد أو في "أولد ترافورد" مع مانشستر يونايتد.
ولكن مراسم تقديم فريق لوس أنجلوس غالاكسي لبيكهام شهدت تغطية إعلامية مباشرة من عشرات القنوات التليفزيونية. ولم يقتصر الأمر على القنوات الرياضية أو المهتمة بالرياضة وحسب.
فقد قطعت قناة "سي إن إن" الإخبارية الشهيرة إرسالها المعتاد للأخبار والمواضيع الصحفية الأخرى لتنقل كلمات بيكهام الأولى كلاعب بصفوف لوس أنجلوس غالاكسي وهي المناسبة التي قدمت لها وحللتها وتناقلت أخبارها جميع الصحف المهمة في الولايات المتحدة.
ولم يقتصر الأمر على الصفحات الرياضية بالجرائد والمجلات كذلك فقد كان وصول بيكهام قصة رئيسية على صفحات المال أيضاً كما أنه من الموضوعات الساخنة في عواميد أسرار النجوم والقيل وقال.
ولقي بيكهام وزوجته فيكتوريا ترحيباً حاراً من جيرانهم من النجوم في منطقة "المثلث البلاتيني" وهي منطقة شديدة الخصوصية بحي بيفرلي هيلز الشهير الذي يقطنه صفوة ونجوم المجتمع الأميركي حيث اشترى بيكهام وفيكتوريا منزلاً متواضعاً لا تزيد مساحته على 1300 متر مربع مقابل 22 مليون دولار.
ومن بين أصدقائهما المقربين بالمنطقة الممثل الشهير توم كروز وزوجته الممثلة الشابة كيتي هولمز اللذين يسكنان في الجوار.
ولا يتوقع أن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً بالنسبة لفيكتوريا عضو فريق سبايس جيرلز الغنائي السابقة للانطلاق في طريقها الخاص بالولايات المتحدة.
ففي يوم الاثنين الماضي حصلت فيكتوريا على "ساعتها الخاصة الحصرية" التي ستعرض في أبرز الشبكات التليفزيونية الأميركية "إن بي سي" تحت عنوان "فيكتوريا بيكهام: قادمة إلى أمريكا" الذي يظهر تفاصيل شراء فيكتوريا لمنزلها المتواضع وتأقلمها مع حياة المشاهير في هوليوود.
ويرى الخبراء أن قدرة بيكهام وزوجته على الوصول إلى الجماهير بشكل مباشر لا تقدر بثمن وأنها ستساعد بيكهام على رفع شأن كرة القدم في الولايات المتحدة.
حيث أكد إريك رايت الخبير في التغطية الإعلامية الرياضية لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن الهوس الإعلامي ببيكهام في الولايات المتحدة "أمر لا تراه عادة مع أي لاعب رياضي آخر باستثناء تايغر وودز".
ونجح بيكهام بالفعل في زيادة مبيعات لوس أنجلوس غالاكسي من التذاكر الموسمية بعشرة آلاف تذكرة وساعد الفريق على بيع نحو 250 ألف قميص له منذ توقيع عقد انتقاله هناك.
ومع توقع تدفق العقود الإعلانية الخاصة بعشرات المنتجات على بيكهام ومع تزايد أعداد الجماهير اللاتينية العاشقة لكرة القدم في الولايات المتحدة فمن المتوقع أن يؤدي وصول بيكهام إلى ازدهار كرة القدم الأميركي على المستويين الرياضي والمالي.
وقال أحد مشجعي كرة القدم الأمريكيين "لقد انتظرنا لسنوات طويلة من أجل انطلاق هذه الرياضة هنا، إنني شخصياً لا أعبأ كثيرا ببيكهام سواء داخل الملعب أو خارجه، ولكنني سعيد بوصوله. فقد يكون الرجل الذي نبحث عنه".