هناك نواقض للتوحيد تكون سبباً للخروج من دين الله –عز وجل- وهي كثيرة ويمكن حصرها في أربعة أنواع هي:
الأول:إنكار الربوبية أو الطعن فيها أو ادعاؤها كما قال فرعون:" فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى"{النازعات:24}ويدخل في ذلك من يدّعي أنه يدبر شيئًا من دون الله , ومَن يصدقه في ذلك.
الثاني:الطعن في الألوهية,أو إنكارها, أو إثباتها لغير الله تعالى,كمن قال قولاً أو فعل فعلاً أو اعتقد اعتقادًا يتضمن إنكار أن الله وحده هو المعبود بحق وأن سواه لا يستحق شيئًا من العبادة,لأن ذلك يناقض شهادة أن لا إله إلاّ الله.
الثالث:الطعن في أسماء الله وصفاته, وذلك بالنفي أو الانتقاص,أو بأن يثبت لله شيئًا نفاه عن نفسه,أو نفاه عنه رسوله-صلى الله عليه وسلم- كمن أثبث لله الولد أو الزوجة.
الرابع:إنكار الرسالة أو الطعن في صاحبها-صلى الله عليه وسلم- لأن ذلك يناقض شهادة أن محمدًا رسول الله, ويدخل في ذلك الاستهزاء بالرسول أو بما أخبر به بشيءٍ معلومٍ من الدين بالضرورة,أو بإنكار هذا الشيء كالصلاة والزكاة والصيام والحج وتحريم الزنا والخمر ولحم الخنزير,ونحو ذلك من ضروريات هذا الدين قال تعالى:" قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ "{التوبة:65-66}, إلاَّ أن يكون جاهلاَ بالحكم,كرجلٍ حديث عهدٍ بالإسلام,أو كمسلم ٍيعيش في بيئةٍ غير مسلمة ولم يعلمه أحد, فمثل هذا يُعذر بجهله حتى يتعلم,ويجب عليه تعلم ضروريات دينه.
ويدخل في هذا الناقض مَن اعتقد أن هدي غير النبي أفضل من هديه-صلى الله عليه وسلم- أو أكمل, وكذلك من أنكر شيئًا من القرآن الكريم, ومن جحد إرسال الرسل قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو جَحَدَ شيئًا من قصصهم المذكورة في القرآن, أو اعتقد أن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- نبي للعرب فقط لأن في كل ذلك تكذيب للنبي وما جاء به, والله تعالى يقول:" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"{النجم:3-4}ويقول تعالى:" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا"{الأعراف:158}ويقول تعالى:" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"{الفرقان:1}.