كن نفسك
منذ خلق الانسان و هوه لا يعيش وحيدا و لكن فى جماعات له ما له و عليه ما عليه . و هذا الفرد يؤثر فى الجماعه و يتاثر منها و هذه التاثيرات اخذت عده مراحل و عده اشكال و تتطور بشكل دائم حتى يومنها هذا .
لكن هل هذا التاثير من قبل الجماعه عليك؟يحركك فى اتجاه انت لا تقبله .او يجبرك على فعل شئ لا ترضاه او يحدد مسار حياتك؟
هذا السؤال هو نقطه الخلاف بين جميع الافراد فانت مثلا كطالب الجماعه الاولى التى انت مرتبط بها هى اسرتك .فهل لهذه الاسره القدره على توجيهك ؟تعالوا معنا نحاول الاجابه على هذا السؤال
كل انسان مثل الاخر لا يفرق عنه شئ فقد خلقنا الله جميعا من طين و الاختلاف الوحيد بيننا هو اشكالنا و ظروفنا و لكن جميعنا له عينان و اذنان و لسان و كلنا لنا مشاعر و عقل اذا فعند خلقنا كلنا كنا شخص واحد و لكن مرحله ما بعد الخلق هذا هو الاهم .
فنحن كنا صغار مثل قطعه العجين تشكلنا الحياه _ظروف حياتنا_ كما تشاء و لكن مع الفرق فالعجين لا روح فيه و لا ارداده و لكن انت مخلوق بها.
فانت حتى مرحاه عمربه معينه كنت مجرد مستقبل فقط ترى و تسمع و تحاول فك ابهام ما تراه و تسمعه و الاستفاده منه قدر المستطاع و محاوله التقليد ايضا .
فانت قد رايت رئيس الجمهوريه بما له من هيبه و كيان فتمنيت ان تكون مثله ,رايت عسكرى المرور يصدر الاوامر بيده يمينا و يسارا و سائقى السيارات و مالكيها يطيعونه فتمنيت ان تكون مكانه ,رايت ضابط الشرطه و هو يقبض على المجرمون و الخارجون عن القانون و هم يهابونه فتمنيت ان تكون ضابطا.
ففى هذه المرحله العمريه انت تستقبل و تحاول ان تشكل نفسك و فى هذه المرحله خصوصا كون للاسره المحيطه بك اكبر تأثير عليك و هوه اكبر تاثير منهم يحدث لك فى حياتك مع العلم ان هذا التاثير ممكن ان يكون سلبى او ايجابى و يرجع هذا لعقليتهم و مستواهم الفكرى و الثقافى .
و بعد هذه المرحله تبدا مرحله الاختيار او اللا اختيار فانت قد رايت و تعلمت و شاهدت و سمعت و تاثرت و لم يبقى لك الا ان تختار من تكون او انهم هم يختاروا لك.
فالسارق و النثاب و القاتل لم يجبروا على ذلك كذلك الشرطى و القاضى و الدكتور لم يخلقوا هكذا ,فهم من اختاروا هكذا .
مرحله التاثير
و لكن لا تستعجل فقد قلت لك على مرحله الاختيار و اللااختيار لانه يوجد احتمال اخر و هوه ان هذا الدكتور و القاضى و المهندس لم يختاروا هذا الوضع و لكن اختير لهم هذا و هم بلا اراده و نفذوا ما تم اختياره لهم.
فقد يكون خاف ان ان يخالف اوامر والديه فحقق امنيتهما و دخل فى هذا المجال او انه خاف المواجهه و قرر الهروب مع العلم انه يمكن ان يكون لا يحب هذا المجال او حتى لا يملك ما يؤهله لهذا المنصب من امكانيات .
و ايضا لا تقف حدود هذه المرحله على مجال العمل فقط ,لان مجال التاثير ليس محدود عليها و لكن فى كل امور حياتك مثل اختيار الزوجه مثلا.
و قتها هل تاثير اسرتك و مجتمعك سيجعلك تقع فى اللا اختيار و يختار هو لك و يجبرك على شئ لا تقبله ؟
اعتقد ان كثير منا سيقول ى فانا حر و افعل ما اريد و لكنك اذا فتشت خلفه ستجده فى حياته كلها لم يختار اى شئ و حتى اذا احاول ان يختار فلا ينفذ الا بعد اجتياز ممر الاسره او المجتمع.
فهؤلاء الافراد لا اعتقد يوما انهم سيصلون الى شئ ذو قيمه او سيجدون متعه للحياه و حتى اذا وصل لشئ فهو لن يشعر به و لا بقيمته فهو كذلك كمن لم يصل الى شئ.
فهو لم يحقق ذاته و لم يكتشف نفسه و لم يحقق رغباته .انما هو كالاله ينفذ ما يسمعه من تعليمات و ان كانت ليست بالمعنى المباشر.
مرحله الاختيار
و لكن كيف لنا الخروج من محيط هذه التاثيرات ؟
و الشفاء من هذا المرض ليس موجود فى اى مكان فى العالم الا فى مكان واحد فهو لا يباع فى الصيدليات و لا المحلات التجاريه ,و لكن موجود بداخلك انت !نعم بداخلك انت.
لانك اكثر شخص تعرف نفسك و تعرف حدودك و امكانياتك و تعرف كل شئ عنها .فبالتالى انت اكثر شخص تسطيع مساعده نفسك و عندما تقع فى دائره الاختيار و اللا اختيار الغ فكره اللا اختيار وقرر ان تختار مهما كان اختيارك .
و لكن فى اختيارك هذا حدد حدودك و امكانياتك اى اختار ما يناسب لك كفرد و لا تكن مصاب بمرض اخر و هوه جهل النفس فهذا المرض اشد فتكا من قبله .
و اذا تذكرت معى فقد قلت لك انك فى مرحله تكون فيها مثل العجينه ففى هذه المرحله يجب عليك معرفه نفسك وايضا قلت ان للاسره اكبر التاثير و يمكن ان يكون سلبيا او ايجابيا حسب المستوى الفكرى و الثقافى فلو كانوا ذوا عقليه ناضجه مثقفه لساعدوك على اكتشاف نفسك و تدعيمك بما تحتاجه لمستقبلك و لو كانوا غير ذلك فادع الله الا يكون قد اضروك و حاول انت ساعتها اكتشاف نفسك و مساعده نفسك .
و اعلم ايضا ان فى مرحله الاختيار احتمال حودث التصادم بين رغباتك التى انت ترى انها مناسبه لك و بين رغبات اهلك .
و خلاصه القول ان كل انسان يجب عليه ان يكون نفسه و لا يترك نفسه لغيره كى تحركه فانت اذا تريد ان تكون مجرم فافعل و لكن قبلها اعرف لماذا ستكون هكذا ؟و هل هذا صواب ام خطا؟حلال ام حرام؟و هل انت قادر على تحمل نتائج هذا ام لا ؟
و اذا اردت ان تكون مهندس فافعل و لكن اسال نفسك قبلها هل امكانياتك تؤهلك لذلك؟ و ايضا هل انت محب و راغب فى هذا؟هل انت قادر على فعل هذا؟
و اعلم ان الاختيار ليس فى مجال العمل فقط و لكن فى الحياه ككل و فى اى موقف اختيار و لا تقع ابدا فى حاله اللا اختيار لان عواقبها و خيمه و قد لا تسطيع تحملها.
و فى النهايه لا تكن ما يريدون هم و لكن .....كن نفسك
...........................................حر بدون قيود..........................................................